بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 أبريل 2012

الضعف الجنسي عند الرجال أسباب – تشخيص – علاج

الضعف الجنسي عند الرجال أسباب – تشخيص – علاج
شرع لنا الله عز وجل الزواج لإرضاء الغريزة الجنسية للزوجين، ولا يمكن لهذه العملية أن تبلغ المستوى المرضي عنه إلا بحدوث انتصاب كافٍ للعضو الذكري erection يسمح بحدوث إيلاج داخل المهبل وينتهي بقذف السائل المنوي داخله ejaculation.ومن الناحية الشكلية فإن ضعف انتصاب القضيب يؤدي لفشل هذه العملية، وحينها فإننا يجب أن نبحث عن سبب وحل لهذه المشكلة ضماناً لسير العملية الجنسية السليم الذي يوطد أواصر المحبة والمودة بين الزوجين.

لذلك فإن السؤال عن هذه المشكلة يكون واجباً إذا أثر ذلك على الحياة الزوجية للزوجين، ومن الضروري البحث عن الحل الأمثل لذلك، وعدم اعتبار هذه المشكلة أمراً لا بد منه عند التقدم في العمر.

وكثيراً ما يكون وجود مشكلة في الانتصاب مؤشراً على مرض مستبطن، ينبغي البحث عنه وعلاجه، ولكنه كثيراً أيضاً ما يكون نفسي المنشأ ويستدعي البحث عن وجود مشاكل عائلية أو اجتماعية أو مادية أو أخلاقية ... الخ.

ورغم أن الطبيب قد يكون غير مخوَّل بعلاج المشاكل غير العضوية عموماً، ولكن عليه أن يبين للمريض أن مشكلته تكمن في أمور أخرى غير عضوية المنشأ، ويحثه على إيجاد حل لها، ويساعده إن أمكن في حلها، بالإضافة لوصف ما يمكن أن يساعده من الأدوية والإرشادات على تخطي المرحلة الحالية.

آلية الانتصاب الطبيعية:

يحدث الانتصاب عند وجود تنبيه جنسي خارجي (ملامسة الزوجة أو رؤيتها أو شم رائحة عطرها أو سماع صوتها) أو نفسي (تذكر الزوجة أو الحديث عن الجنس والجماع عموماً)، وقد يحدث انتصاب عفوي أثناء النوم أو لدى امتلاء المثانة أو ارتداء الملابس الضيقة...


صورة تبين تشريح القضيب أثناء الانتصاب والارتخاء




يحدث الانتصاب بعد حدوث التنبيه الجنسي عبر دخول الدم عبر شرايين القضيب إلى الأجزاء الناعظة للقضيب ومنع خروجه منها، مما يؤدي لامتلاء الأجواف داخل القضيب بالدم وانتفاخه لدرجة حدوث قساوة معينة تسمح له بالجماع، ويترافق ذلك مع ازدياد طول القضيب ومحيطه.

وهناك 4 آليات تتناغم وتنسجم معاً حتى يحدث الانتصاب:

1- الآلية الوعائية:
يجب أن تكون الشرايين سليمة وغير مصابة بالتضيق أو الانسداد، ولا يوجد ما يخفف جريان الدم فيها إلى داخل القضيب، كما يجب أن يحدث انسداد في أوردة القضيب لكي يحافظ القضيب على الدم الوارد إليه ولا يحدث تهريب له.

2- الآلية العصبية:
يجب أن تكون الأعصاب المسؤولة عن وصول التنبيهات للقضيب والصادرة عنه سليمة حتى نضمن حدوث الانتصاب الطبيعي.

3- الآلية الهرمونية:
يجب أن تكون هناك مستويات كافية من هرمون الذكورة (التستوسترون) لنجاح الانتصاب.

4- الآلية النفسية:
يجب أن يكون هناك توازن نفسي مقبول لتعزيز الانتصاب والوصول به للحد الملائم.

الأسباب غير العضوية للعنانة أو ضعف الانتصاب عند الرجال:

أولاً- كيف ندرك أن سبب العنانة نفسي المنشأ:

آ- وجود انتصاب ليلي أو صباحي قاسٍ وملائم للجماع.

ب- ظهور ضعف الانتصاب في مواقف معينة دون أخرى، أي أن ضعف الانتصاب يكون متقطعاً وليس مستمراً.

ج- الظهور المفاجئ لضعف الانتصاب إثر حادثة معينة أو بدونها، وعادة ما يكون الظهور التدريجي دليلاً على مشكلة عضوية.

د- عدم وجود مشكلة صحية ظاهرة (ارتفاع ضغط، داء سكري، قصور كلوي ...الخ) أو اضطرابات حركية (شلل، حادث سير، عمليات جراحية ...الخ) أو سلوكية (تدخين، كحول، مخدرات، أدوية ... الخ).

ثانياً- الأسباب غير العضوية للعنانة:

1- الخوف أو القلق أو التوتر الذي يصاحب العملية الجنسية، وخاصة إذا كانت المرة الأولى، أو كانت العلاقة غير شرعية مصحوبة بالخوف من غضب الله عز وجل، وكذلك الخوف من استيقاظ الأولاد إن كانوا في نفس الغرفة أو في غرفة مجاورة، أو الخوف من صراخ الزوجة بسبب الألم المتوقع، وكذلك القلق الناجم عن فشل تجارب سابقة والخوف من تكرار الفشل، وكذلك يؤدي الانفعال الزائد والتوتر العاطفي إلى حدوث سرعة قذف وبالتالي ارتخاء القضيب تبعاً لذلك.

2- التسرّع والاندفاع أثناء العملية الجنسية قد لا يعطي الرجل الوقت الكافي لحدوث الانتصاب وبالتالي يحدث الفشل الظاهري، وخاصة إذا كان الوقت متأخراً أو قبل الذهاب للعمل أو عند حضور ضيف مفاجئ أو رن جرس الهاتف فجأة ... ، وهذا التسرع أيضاً قد يسبب سرعة قذف وبالتالي سرعة ارتخاء القضيب تبعاً لذلك.

3- الكآبة والهمود والاضطرابات النفسية قد تؤخر من حدوث الانتصاب أو تجعله غير كافٍ لإتمام المعاشرة الجنسية، كما أن الاستغراق في التفكير المحبط قد يؤثر سلبياً على العملية الجنسية عموماً، وقد يؤدي لسرعة قذف أيضاً.

4- الصدمات العاطفية والاقتصادية كفقدان عزيز أو الفصل من العمل أو خسارة تجارة أو فقدان ثروة أو مال، تترك أثراً مهماً على الأداء العصبي عموماً والأداء الجنسي كذلك.

5- المشاكل الزوجية وفقدان الثقة بين الزوجين عامل مهم في ضعف الانتصاب، وخاصة إذا وصلت المشاكل للفراش.

6- النفور من الزوجة بسبب التقدم في العمر أو إهمالها لنظافتها الشخصية أو وجود عيب شكلي فيها أو تعرضها لمرض معدٍ أو خبيث أو عمل جراحي أو ولادة أو نزف تناسلي ... الخ.

7- الإفراط في ممارسة الجنس أو العادة السرية قد يتحول إلى ضعف جنسي مستقبلاً نتيجة الإرهاق الفكري والجسمي أو كلاهما، فيحس الرجل أنه لم يعد كما كان سابقاً وأن هناك تراجعاً في أدائه الجنسي.

8- متابعة الأفلام والصور والقصص الإباحية بشكل مستمر يجعل التهيج الجنسي مرتبطاً بوجود هذه الأشياء، فلا يحدث انتصاب بدونها (اعتياد سلوكي)، وبالتالي يحدث تراجع جنسي مهم عند عدم الحصول على مثل تلك الإثارة.

9- إهمال ممارسة الجنس لفترة طويلة نتيجة الانشغال بالعمل أو السفر أو الدراسة، ووجود ما يمنع التفكير بالجنس كدخول السجن أو الحروب أو دخول المشفى أو إجراء عمليات جراحية كبرى أو صغرى ... الخ، كل ذلك قد يليه فترة من تراجع الأداء الجنسي وضعف في الانتصاب لفترة قد تطول أو تقصر.

10- قراءة بعض الكتب أو الأفكار أو المعتقدات التي تنفر من الجنس وتدعو للترهب وعدم الزواج، مما يولِّد لدى المتلقي منعكسات سلبية اتجاه الزواج والجنس عموماً قد تثبط الانتصاب أو تجعله ضعيفاً.

ثالثاً- تدبير العنانة غير عضوية المنشأ:

عند معرفة سبب العنانة غير عضوية المنشأ فمن المنطقي أن يكون العلاج هو بتلافي السبب، ولكن كثيراً ما يضطر الطبيب لإشراك العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي، وخاصة في المراحل الأولى من العلاج، وسنورد العلاج الدوائي في مرحلة لاحقة. وسنركز الآن على المعالجة السلوكية للعنانة غير عضوية المنشأ:

1- تقوية الثقة بالنفس وتهيئتها للقيام بالعملية الجنسية في إطار الزواج الشرعي، إذ يجب أن يقتنع الرجل بأن ما يقوم به هو فطرة وغريزة كالأكل والشرب لا ضرر منها إذا مورست وفق إطارها الصحيح، وإن الخوف من الفشل لا مبرر له، فكل أمر جديد سيصادف صعوبات ذات طبيعة معينة، ويجب تكرار محاولة الجماع للمتزوج حديثاً حتى يصل لمراده.

2- عدم استعمال المسكرات أو المواد المخدرة أو أية أدوية بدون استشارة طبية (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم)، فالزواج عمل يؤجر الزوجان عليه (إن في بضع أحدكم صدقة)، فلا تجوز المشاركة بين الحلال والحرام.

3- محاولة طمأنة الزوجة وتهيئتها نفسياً وجسدياً للجماع، وذلك لأن الزوجة المتفهمة والمتعاونة تسهل للزوج الوصول إلى مبتغاه، كما يسهل عليها مشاركته في المتعة التي أحلها الله لكليهما في إطار الزواج المشروع. فالقُبلة والمداعبة والكلام اللطيف والمثير بين الزوجين هي وسيلة لا بد منها لجعل العلاقة الزوجية ذات محصول جيد. وقد لا يحدث الانتصاب إلا بعد مداعبة الزوجة لعضو الزوج.

4- التفرغ التام إن أمكن للعملية الجنسية وعدم وجود ما يعكر صفوها أو يختصر مدتها، ومحاولة اختيار الوقت الملائم لها، أو تأجيل الأعمال الأخرى لوقت آخر إن أمكن حين تأجج الشهوة الجنسية (إذا أراد أحدكم من امرأته حاجة فليأتها ولو على تنّور).

5- إن مجامعة الزوج لزوجته كل مرة تعتبر بداية جديدة لعلاقتهما يجب كسر الروتين التقليدي فيها قدر الإمكان واستحضار أساليب جديدة من قبل الزوجة لإغراء زوجها وبالعكس، وذلك مما يعزز السعادة الزوجية ويحل الكثير من المشاكل العالقة بينهما.

6- طرد الهموم لدى دخول المنزل ومعاشرة الزوجة، واعتبار مشاكل العمل خاصة بوقت العمل، كما أن الإيمان بأن الرزق مقسوم وأن التجارة ربح وخسارة {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(هود:6)}، والاسترجاع عند المصيبة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(البقرة:156)} والصبر على الشدائد، كل ذلك من شأنه أن يحافظ على السلامة النفسية وبالتالي الجنسية فلا يزداد الطين بلة، ولا تصبح المصيبة مصيبتين.

7- إن المسارعة في حل المشاكل الزوجية، البسيطة منها والمعقدة، هو أهم داعم للحياة الزوجية، ولا ينبغي أن تطلع الشمس على الزوجين إلا وقد تصالحا وعرف كل منهما خطأه وابتدر للاعتذار، وقد تكون المعاشرة الزوجية هي أفضل اعتذار تقدمه الزوجة لزوجها أو العكس (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)، (وأخرج عبد الرزاق عن عائشة رضي الله تعالى عنها بلفظ : «أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره»).

8- إذا صادف الزوج من زوجته إهمالاً في مظهرها أو رائحة فم أو تقصيراً في اهتمامها به (أو العكس) فلا بأس أن يصارحها بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فالتجمُّل للزوج ووضع الطيب والزينة ولبس الثوب المثير أشياء تزيد من إقبال الزوج على زوجته وتحرض لديه الشهوة الجنسية مما يسرع من حدوث الانتصاب ويقويه، كما أن إحساس الزوجة باهتمام زوجها بها يجعلها تسعى لإرضائه بشتى الوسائل وخاصة من الناحية الجنسية، فلا بأس من تبادل عبارات الإعجاب والحب من الزوج نحو زوجته وبالعكس فهو من الفطرة السليمة والأمور المحببة شرعاً.

9- الجمال أمر نسبي، فما هو جميل في نظر رجل قد لا يكون جميلاً عند آخر، والمرآة بما حباها الله من صفات تحمل الكثير من الأشياء الجميلة عدا جمال الشكل، فإن كرِه الزوج شكل زوجته أو مل منه فإن ذلك سيولد لديه تثبيطاً في الشهوة وقد لا ينتصب قضيبه عند الاقتراب منها بنية الجماع. والحل الأمثل لهذه المشكلة هو أن يركز الزوج على الصفات الحميدة الأخرى في زوجته كالوفاء والحب والعاطفة وجمال الجسم والقد وجمال الروح واهتمامها بنظافة بيتها وأولادها وطاعتها له ... الخ، فالمرأة الصالحة التي تحفظ زوجها في ماله وعرضه وبيته هي كنز ثمين وإن نور الإيمان والصلاح يفوق الشكل الذي قد يخفي خلف جماله قبح المعاملة وسوء الخلق.

10- إن المرأة معرضة كالرجل للمرض، بالإضافة لكونها قد تصاب بعجز دائم قد يجعلها غير قادرة على تلبية حاجات زوجها الجنسية، وإن هذه المشكلة قد تولد تثبيطاً كبيراً للانتصاب لدى الرجل رغم وجود الشهوة لديه، إن صبر الرجل على مرض زوجته ولا شك يحمل معانيَ إنسانية كبيرة ويترك احتراماً كبيراً لدى الناس له إضافة للأجر الكبير عند الله عز وجل بإذنه تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " (أي : لا يبغضها بغضا كليا يحمله على فراقها)، ولكن إذا وجد الرجل أن الرغبة الجنسية لديه جامحة وتؤثر على وضعه النفسي والسلوكي فلا بأس أن يتزوج ثانية ليعفّ نفسه ويمارس حياته الجنسية بشكل أفضل، مع ضرورة مراعاة الأحكام الشرعية التي تضبط تعدد الزوجات من حيث العدل في المبيت والنفقة وغير ذلك ...

11- في بداية الزواج يكون من الطبيعي أن يقوم الزوجان بالإكثار من ممارسة الجنس، ولكن قد يصل الأمر إلى حد الإفراط الذي يورث التعب والإرهاق الجسمي والفكري، وقد يصل الزوج في مرحلة ما إلى الشكوى بعدم حدوث انتصاب أو تأخر حدوث الانتصاب لديه أو آلاماً ترافق الانتصاب مما يجعل الحياة الجنسية تصبح أصعب من السابق، ويكون الحل هو بالعودة للطبيعة الجسمية، فكما يكون الأكل عند الجوع، يجب أن يكون الجماع وقت الشهوة الجنسية، ولكن كثيراً من الأزواج يعتبرون الجماع وظيفة يومية أو دليلاً على الرجولة وغير ذلك من المفاهيم الخاطئة التي قد تورث فقدان الثقة بالنفس أحياناً نتيجة عدم القدرة على إنجاز ما كان يمكنه إنجازه سابقاً.

12- يقوم الكثير من الشبان قبل الزواج بممارسة العادة السرية ظناً منهم أن ذلك بديل مؤقت ريثما تحين الفرصة المناسبة للزواج، وبغض النظر عن الحكم الشرعي لهذه العادة، فإن الإفراط فيها قد يترك آثاراً مهمة، منها حدوث ضعف في الانتصاب مؤقت أو مديد نتيجة تعب العضلات الجسمية المرتبطة بالقضيب، وهذا الضعف يؤدي لفقدان الكثير من الإحساس بالمتعة عند الزواج، وقد يؤدي لسرعة قذف اعتادها الشاب عند ممارسة العادة السرية وكان يسعى إليها ثم صارت تشكل له إحراجاً بعد الزواج كونها تمنع الزوجة من الوصول لقضاء وطرها. إن الحل الأمثل لهذه المعضلة يكمن في الوقاية عبر تجنب هذه العادة ما أمكن والاحتفاظ بها للضرورة القصوى التي يخشى بها المرء على دينه، ولكن إذا ابتلي بها العبد المؤمن وسببت له ضعفاً في الانتصاب فعليه بمراجعة الطبيب لإجراء تقييم عام له ووصف العلاج المناسب، والشفاء بإذن الله هو المنحى الغالب لهذه المشكلة، ولكن وقت المعالجة قد يطول أو يقصر حسب الحالة.

13- إن الأمر الإلهي بغض البصر عن المحرَّمات لكل من الذكور والإناث هو أمر تتجلى فوائده لدى الأطباء الذين يجدون الكثير من المراجعين يشكون من ضعف في الانتصاب ناجم عن متابعة الأفلام والصور الإباحية بشكل يصل لحد الإدمان، كما أن البعض لا يتورع عن القيام بأمور وتصرفات عجيبة ليهيئ لنفسه جواً يصل فيه لشهوته. إن التخيلات والأوهام والوساوس المرافقة للنظر للمحرَّمات تجعل صاحبها يدخل في دوامة يُعرَف أولها ولا يُعرَف آخرها، تماماً كإدمان المخدِّرات والمسكرات، فالمتعة الزائفة التي يجدها الشخص في متابعة اللقطات المغرية تجعله ينزلق في مهاوي الرذيلة ابتداءً من العادة السرية وانتهاءً بأبشع أنواع الشذوذ الجنسي، ثم يصل المريض في النهاية إلى درجة لا يعود قادراً فيها على الوصول للانتصاب إلا بممارسة الطقوس السابقة من النظر والشذوذ، وقد يؤدي ذلك به لإيذاء نفسه أو إيذاء غيره وارتكاب الجرائم المروِّعة.
والحل هنا يكون وقائياً (بغض البصر)، وسلوكياً (بالزواج)، وعلاجياً إذا وصلت الحالة لحد طلب المساعدة الطبية الملحة، ويكون العلاج النفسي بتقوية الإيمان والتوبة والإقلاع والندم عما سلف من ذنوب هو الترياق الحقيقي لهذه المعضلة. ويمكن للطبيب المعالج أن يساعد مريضه بإعطائه النصائح والأدوية التي قد تكون له عوناً في اجتياز محنته بإذن الله.

14- قد يضطر بعض الأزواج للابتعاد عن زوجاتهم لفترات تطول أو تقصر نتيجة الانشغال بأمور الدنيا، وأثناء ذلك تراود هؤلاء الأزواج أفكار الجنس وممارسة العلاقة الزوجية فيقوم البعض بطرد تلك الأفكار وتثبيطها والصبر عليها حتى تزول، فيقوم الدماغ بعملية تفسير لهذه الأفكار على أنها أشياء غير مرغوبة فيتولد منعكس لا شعوري يثبط الشهوة الجنسية والأعصاب المسؤولة عنها فلا يعود يحدث الانتصاب عند ورود مثل تلك الأفكار، وفي تلك الحالات قد يحصل فشل انتصاب أو ضعف فيه عند عودة الزوج لزوجته بشكل مفاجئ، سرعان ما يزول خلال فترة معينة لا تطول عادة. وفي مثل هذه الحالات يكون العلاج بطمأنة المريض بأن الحالة سليمة وسوف يعود لأداء فاعليته الجنسية قريباً بإذن الله.

15- إن الإسلام حض على الزواج وشجع عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا رهبانية في الإسلام. كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم القوم الذي رغب أحدهم أن يصوم الدهر، والآخر أن يقوم الليل كله، والثالث ألا يتزوج النساء حتى لا تلهيه عن عبادة الله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسُنَّتِي فهو مِنِّي، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني". ومن المنطلق الطبي فإن الزواج يورث راحة نفسية لا تتأتى إلا به وبوجود الجو الأسري واللحمة الاجتماعية الناتجة عن ذلك، أما من الناحية العضوية فإن عدم التفكير بالزواج أو القيام به يورث الفتور الجسمي الذي يمكن تشبيهه بالممتنع عن الطعام الذي قد يصل لمرحلة الوهن فلا تكون أفعاله كالذي يأكل ويشرب باعتدال. وكفى بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هدياً ومستنداً.

الأسباب العضوية للعنانة أو الضعف الجنسي عند الرجال:

أولاً- كيف نعرف أن هناك مشكلة عضوية لدى الرجل:

1- المريض قلما يحدث لديه انتصاب صباحي أو ليلي.

2- لا يكون الانتصاب عند حدوثه تاماً وقاسياً، بل تتفاوت درجاته بحسب الحالة المرضية والمرحلة التي وصل إليها.

3- يكون ضعف الانتصاب تدريجياً، وليس مفاجئاً، وقد يستغرق عدة أشهر أو سنوات.

4- يترافق مع وجود مرض عضوي مشخَّص أو غير مشخَّص.

5- وجود أعراض مرافقة لضعف الانتصاب كالتبول المتكرر (داء سكري)، صداع (ارتفاع ضغط)، تعب عام (قصور كلوي) ... الخ.

6- المريض يتناول أدوية قد تؤثر على الانتصاب (خافضات ضغط، أدوية نفسية أو عصبية ... الخ).

7- المريض تعرض لحادث أو جراحة على العمود الفقري أو الرأس أو الجهاز البولي التناسلي ...

8- المريض متقدم في السن، حيث تزداد الشكاية كلما ازداد عمر المريض.

ثانياً- ما هي الأسباب الطبية لضعف الانتصاب أو العنانة؟:

تقسم إلى:

1- أمراض وعائية: ارتفاع الضغط الشرياني، الداء السكري ...

2- أمراض عصبية: اعتلال الأعصاب السكري ...

3- اضطرابات هرمونية: اضطراب إفراز الغدة النخامية، أورام الكظر ...

4- تشوهات: انحناء القضيب، صغر حجم القضيب ...

5- رضوض: وخاصة رضوض العمود الفقري والجهاز التناسلي..

6- أمراض عامة: القصور الكلوي، الأورام الخبيثة..

7- أدوية: مضادات الاكتئاب، بعض الهرمونات ..

ثالثاً- علاج العنانة أو ضعف الانتصاب عضوي المنشأ:

1- علاج المرض المسبب: حيث يساعد ضبط الداء السكري أو ارتفاع الضغط الشرياني مثلاً على تأخير حدوث التأثيرات الوعائية لهما وبالتالي حياة جنسية سليمة أطول، كما يجب اختيار الأدوية التي لا تملك تأثيرات مثبطة للانتصاب.

2- الأدوية الفموية: مثل:

- مثبطات فوسفو دي إستراز: كالسيلدينافيل مثلاً، ولكن تعطى بحذر كونها قد تتداخل مع بعض الأدوية القلبية كالنترات مسببة هبوطاً حاداً في الضغط، ومن أهم تأثيراتها الجانبية: الصداع والتوهج ..

- موسعات الأوعية: كاليوهيمبين .. وله فائدة لدى بعض المرضى.

3- حقن بعض الأدوية داخل القضيب كالألبروستاديل والبابافرين، عند فشل الأدوية الفموية.

4- الأدوية الهرمونية: تفيد عند وجود نقص في هرمون الذكورة (التستوسترون).

5- استخدام أجهزة الضغط السلبي المحدثة للانتصاب: وهي تستخدم عند المرضى الذين لا يبدون تحسناً على الأدوية الفموية وغير مؤهلين للجراحة، وهذه الأجهزة تولد ضغطاً سلبياً حول القضيب تسمح بدخول الدم لداخل القضيب فيحدث الانتصاب، ثم توضع حلقة مطاطية حول جذر القضيب لمنع هروب الدم الوريدي.


من أجهزة الضغط السلبي المستعملة في معالجة العنانة



6- وضع بدائل صنعية (سيليكون) داخل القضيب بواسطة الجراحة، وهي على عدة أنواع (لدنة، نصف لدنة، قابلة للنفخ ...)، وتستخدم للمرضى غير المستفيدين على الطرق السابقة.

7- الجراحة الوعائية: تفيد عند وجود انسداد في شريان القضيب أو عند وجود هروب للدم عبر الأوردة القضيبية.

رابعاً- وجود عنانة عضوية مع نفسية المنشأ:

كثيراً ما يكون لدى المريض كلا السببين العضوي والنفسي مشتركين في حدوث العنانة، لذلك يجب أخذ قصة مفصلة للمريض للخروج بتصور واضح حول سبب العنانة لديه وبالتالي وصف العلاج المناسب.

كلمة أخيرة:

العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة عنصر هام من عناصر الحياة الزوجية السعيدة، ولكن وجود تراجع في عدد مرات اللقاءات الحميمة لا يجب أن يفسد باقي الأركان التي تصبح تدريجياً أقوى من أن ترتبط بالجنس وحده، ولكن يجب محاولة البحث عن السبب الكامن وراء هذا التراجع، فنكون بذلك قد أخذنا بالأسباب، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق